السيرة الذاتية للشاعر المرحوم كاظم منظور الكربلائي (امير الشعراء)



السيرة الذاتية للشاعر الحسيني الكبير
المرحوم كاظم منظور الكربلائي

هو كاظم بن حسون بن عبد عون،
ولد بكربلاء في حدود سنة 1320 للهجره، توفي والده وعمره نحو سبع سنين.

إبتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين ... وفاتحة شعره هذه الأبوذيه :

إديه والمشن عالگاع ماتن
على الناشر جعوده فوگ ماتن
لحگت ضعون ساهي العين ماتن
نتوادع ونتباره من الخطيه

ثم تعلم القراءه والكتابه وعمره خمس وعشرون سنه ،
إذ قرأ جزء عمه على أحد المعلمين في غضون شهر... واستطاع أن يكمل (( وحده )) أجزاء القرآن الكريم كافه في شهر رمضان المبارك.... فكان يقرأ جزءا واحدا كل يوم من أيامه المباركه...

سريع الخاطر... جيد القريحه... يحفظ كثيراً من غرر الشعر العامي ،
وكان قوام ما يحفظ أكثر من ثلاثة آلاف بيت من الشعر .
كان رحمه الله يحفظ ما يُقرأ عليه في أسرع من اللمح...

ومن العجائب أنه لا يستطيع أن يقصد القصائد وينظم المقطعات إلا إذا كاثرته الأشغال وغالبه العمل... ويملي ما يصوغه من طوال الجملة على من يدونه .

وقد إتفق أهل صناعة الشعر العامي على أنه أميرهم من غير منازع،
يولونه فائق إحترامهم، ويعتمدون عليه، ويستندون إليه في الحكمة
والفصل بينهم، وهم يعتزون بشعره الذي سار مسير الشمس،
وهب هبوب الريح وهو فخر كربلاء المقدسة كما افتخرت بشعرائها العاميين أمثال :
- حسين الكربلائي المتوفي في حدود سنة 1328 للهجره
- عبود ابو حبال
- الحاج قندي
- السيد عمار
- السيد حسين العلوي
- الشيخ محمد سراج وغيرهم رحمة الله عليهم.

كاظم المنظور شعره عالي القدح، سلس عذب، وهو مقتدر على المعاني .

له الكثر الكثير من القصائد و له ديوانه الموسوم
بــ (( المنظورات الحسينيه ))
وأخرج عنه مجلدين ضخمين...
وله (( الأغاريد )) أيضا.. وغيرها...

#ننقل لكم كلامه عن #نفسه رحمة الله عليه :

(( سبحان الذي علم بالقلم ، وميز الإنسان عن بقية خلقه بالنطق والإدراك ، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله خير خلقه وخاتم أنبيائه الذي بعث لإنقاذ البشرية المعذبه ، وإرشادها إلى سبل الهداية والنجاة بمكارم الأخلاق ومحكم النواميس.

أما بعد :

لقد كنت منذ طفولتي ممن لهم شغف عظيم لاستماع قلائد الكلام المنظوم ، وحفظ بعض ما يروق لي منها تسلياً واستفادة ، فنمت بي تلك البذرة ، ودفعني هذا الشوق المثمر إلى مجالسة الأدباء والشعراء ولا سيما الزجليين منهم ، فانبريت لنظم بعض الأبيات كلما سنحت لي الفرص ، ثم أخذت هذه الرغبة تنمو فيّ بشدة حتى تمركزت وسيرط حبها الجم على مشاعري.

ولم تقف عند هذا الحد بل سرى تيارها إلى ملكتي الغارقة في سباتها ، فأيقظها وأذكي نبراسها الفاتر ، وتوجهت إليها ملكتي ، فطفقت أنظم القصائد الواحده تلو الأخرى بشتى نواحي الشعر وفنونه.

(( وأول الغيث قطره )) – ثم ينهمر – وكان لنتاج إحساسي وشعري وقع حسن في نفوس الجمهور من مقدري هذا الفن .

وسرعان ماذاع الشعر بين مختلف طبقات الجمهور ، وتداولوه حتى أخذت تنهال عليّ طلبات من مختلف أنحاء القطر العراقي ، ولم يكن مني إلا أن ألبيها بشوق زائد إيفاء له التقدير وقياما بالواجب المطلوب رغم مايطلبه ذلك من تضحيه في الوقت الذي حدا بي إلى أن أقوم بجمع شتات ما تيسر من بعض هذه القطع وتدوينها لحفظها من التلف والضياع ، وتسهيلا للمتتبع الذي يتوق إلى مراجعتها.

بل وكان الحافز القوي الذي دفعني إلى ذلك رغبة الأصدقاء الشديدة المتكرره ، وقيام تلميذنا الشاب الأديب (( جاسم محمد آل گلگاوي )) بجمع شواردها وتدوينها وبذل الجهود الموفقه في طبعها وإذاعتها.
وقد اراحني هذا التلميذ البار من العناء الذي كان لابد لي منه وحفظ لي من الوقت الشيء الكثير....
لذا وجب عليّ تبيان تلك الخدمة المثابة...

.
#وفاته
ولما أطاح المرض بشاعر كربلاء، ولازم الفراش، دعا وجهاء كربلاء والحسينيين وأصحاب المواكب الحسينية لزيارته في بيته، حيث كانت الآلام ترتسم على قسمات وجهه من شدة المرض، دون أن يشكو، وتم نقله أكثر من مرة إلى مستشفى الحسيني القديم إلا إن المرة الأخيرة، أشتد فيه المرض، وأصابه نزيف معوي شديد، وبدأ يودع الحياة بعد عمر حافل بالانجازات الحسينية ناهز الثمانين عاماً.
وبعد إعلان وفاته من منارتي الصحنين الشريفين – في حينها- ومساجد المدينة بتاريخ ٢٦ جمادى الآخر ١٣٩٤ للهجرة والموافق السابع عشر من تموز ١٩٧٤، فكر الجميع في دفنه بمقبرة كربلاء القديمة، وبدأ تشيع الجنازة من داره الواقعة خلف بناية محافظة كربلاء متوجهاً إلى مغتسل المخيم القديم، وبعد الغسل والتكفين، حُمل النعش بحضور جماهير كربلاء المحتشدة، وحُمل النعش على رؤوس الأصابع، وتقدم النعش موكب عزاء ولافتات تعبر عن الحزن والأسى واستمرت مجالس الفاتحة في كربلاء لمدة أربعة أيام، وتوافد المعزون من المحافظات إلى كربلاء، من شعراء ورواديد، مشاركين بقصائدهم ومشاعرهم على الفقيد الراحل.

رحم الله من قرأ سورة المباركة الفاتحة على روح جميع خدام الحسين
عليه السلام و على الخصوص المرحوم كاظم المنظور الكربلائي

مجلة الرواديد و الشعراء

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مجلة الرواديد و الشعراء