حسين الأكرف والعقيدة القرمزية ، إلى اين ؟!



بعيداً عن الانتماءات وتداعياتها ونتائجها .. وبحكم أني قريب من الوسط المنبري ومن المتابعين لكافة الإصدارات المنبرية من كل مشاربها.. خصوصاً حين تكن من اسم له حيز كبير في ذاكرة المنبر ويشغل مساحة في المتابعة.. وانطلاقاً من عقيدتي بأهل بيت النبوة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. 
أقف في الكثير من المناسبات على كل ما أجد فيه مس بالدوحة المحمدية المباركة ، محاولاً رده بشكل أو بأخرى ،
واليوم أقف عند المنشد حسين الأكرف الذي يعتبره البعض أحد الرموز المهمة في الساحة المنبرية ، ولكونه يشغل هذه السمعة ردنا عليه بمستوى شغله،
فبعد إصداره (حراس العقيدة) والذي جعل المدافعين عن مرقد السيدة زينب عليها السلام كأبي الفضل عليه السلام بكفالته المنصبة سماوياً من قبل حجة السماء العظيم علي صلوات الله وسلامه عليه.
حيث انشد عن الشاعر :

يا عقيلة اليوم عندج مو كفيل .. احنه كوافل

وكذلك :

زينب تاج والله وكلنه عباس
و .. ألف جود عدنا

وقد تكلمنا عن ذلك في حينها ولا أريد العودة له هنا حتى لا يطول المقام .. اليوم يعود الأكرف.. بقرمزية غريبة ولغة منبرية ما أعتدنا عليها ضمن ذاكرة المنبر الشريفة .. وكأنه يتلو بياناً سياسياً وليس قصيدة منبرية،
شحنت بآراء المخالفين ورواياتهم المدسوسة على أهل بيت الرسالة التي يبتغون منها هتك حرمة قدسيتهم وجعلهم أناس عاديون يخطئون ويصيبون .. ويجاملون على حساب الدين والحق.

قصيدة خالفت أبسط مقومات الخطاب الولائي المنشود من المنبر والشعر المنبري. كتبها له الشاعر #عبدالله_القرمزي وأنشدها يوم استشهاد العظيم علي صلوات الله وسلامه عليه.
لم يذكر #مظلوميته ولم #يلعن قاتله ولم يقف على #كرمه و #علمه و#حكمته و #رعايته و #شجاعته و و و .. لم يمر بحزن أهله الذي انتحبت له السماء. بل كرست القصيدة فقط لإثبات أن يعسوب الله كان راضيا عن الخلافة ألا راشدة وليس بالضد منها وأعتبر القائلين بذلك مدلسين وقولهم عبارة عن شبهة ليس لها من الحق محل يذكر. القصيدة بالمجمل كانت على هذا النحو .. ومن بين انحرافاتها :

ولحفظِ عُثمان.. من سيوفِ مروان
والمريدي فتنة من كل سفياني
أرسلَ الهواشم.. دارهُ تُلازم
تمنعُ الفتنة من قتلِ أبن عَفانِ

وهذا يعني نسف لكل ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام .. في هذه الحيثية بالذات .. والتي منها .. أن من بين الذين رفعوا السيف للحق بوجه عثمان لعنه الله صحب أمير المؤمنين عليه السلام بل من خاصته وأقرب مواليه وأحبته.. فهل كانوا أهل فتنة..؟ القصيدة تقول هكذا ..!!
وأيضا في القصيدة :

عن العظيم علي صلوات الله وسلامه عليه
ويصلي الصلاة.. مع من خالفوه..!!!

ولا ندري من أين جاء بذلك إلا أن كان من صحاحهم المليئة بالنفايات والشبهات ..
فهل نسيَ انه يرتقي منبراً نصب أوله لنعي الحسين عليه السلام.. أم أنه له مشرع جديد ربما وعلى المنبر أيضا لتبرئة يزيد من قتل الحسين عليه السلام .. والروايات في ذلك موجودة أيضا .. وتحت يده .. ما دام هو متقبل لاغترافها من تلك العين الكدرة.
وأكثر ما ثار دهشتي في القصيدة .. وذكرني .. بالناصبي نبيل العوضي لعنه الله .. حين قدم برنامج عن السيرة المحمدية التي يؤمن هو بها ـ أي عن محمده وليس محمد سيد الكائنات ص ـ الغريب في ذلك البرنامج أن العوضي حين وصل لقصة المباهلة والنص القرآني الذي نزل فيها.. حرف نص الآية المباركة ولم يذكر ..وأنفسنا.. حتى لا يضطر لتفسيرها حسب ما ورد .. ويقول أن عليا عليه السلام هو نفس رسول الله صل الله عليه وآله ..
الذي جاء في قرمزية الأكرف هو نفس ما جاء في برنامج العوضي ـ الاثنين تقرمزوا ـ
يقول في القصيدة :

نوالي حُبا.. من والاه

ويصمت .. وينتقل بنصه الشعري المقرمز إلى موضوعة أخرى .. ولم يذكر تكملة هذا الخطاب المقدس الإلهي :

ونعادي من عاداها ..!!

ليس لشيء .. فقط لأنه يقول أن علياً عليه السلام لم يكن طائفياً ونهانا عن السب .. شطب على قول المعصوم الذي هو بالنتيجة قول الله سبحانه وتعالى..
المنبر والقصيدة والعزاء كله في ليلة شهادة الموالى المقدس علي صلوات الله وسلامه عليه .. كل ذلك كان خارج دائرة الولاء العلوي المعلوم ..
الكلام في ذلك طويل جدا ويحتاج لأكثر من وقفة وملاحظة .. وهنا أشارة سريعة له قبل غيره ..
ونتمنى منه أن يراجع نفسه ويرى ما يقول وينشد..
وكذلك نفس الشيء للشاعر فهذه القصيدة ولغيره في سابقاتها..
وأني شخصيا .. سأنعت كل قصيدة تحوي على مثل هكذا خروق وخلل عقائدي فاضح .. بالقرمزية ..
نعم إنها قرمزيات وليس حسينيات.
وربما تكن لي عودة مرة أخرى معه .. ومع غيره فحتما.

بقلم الإعلامي و الشاعر الحسيني
احمد ماضي القلعاوي - العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــ

#حسين_الاكرف
#القرمزي
#عثمان_بن_عفان

مجلة الرواديد و الشعراء

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مجلة الرواديد و الشعراء