تقارير قصيرة | حول الشاعر المرحوم الملا عطية الجمري مع نجله الشيخ محسن الجمري


-{ تقارير قصيرة }-
شاعر بحريني عراقي الهوى
ألهب شعره قلوب الملايين من عشاق الحسين عليه السلام في العراق والخليج، 
انطلق من قرية بني جمرة الصغيرة في حجمها الكبيرة في تقديمها إلى قرية الدراز التي خرّجت كبار الخطباء والشعراء البحرينيين.

شرب من ماء شط العرب وهو في العاشرة من عمره حينما هاجر إلى العراق مع والده، وكبر في حضن البصرة الفيحاء ثم عاد إلى وطنه البحرين بعد أن تزوج هناك وأنجب رجالاً لخدمة المنبر الحسيني.

وللتعرف على أدب هذا الشاعر وجوانب حياته الشخصية إلتقينا بولده الشيخ الخطيب المبدع محسن الملا عطية الجمري 
الذي لم يبخل بوقته وبمعلوماته علينا فكان هذا اللقاء:

* هل لك أن تعطينا نبذة عن الوالد رحمه الله؟
- هو عطية بن علي بن عبد الرسول بن محمد بن حسن بن سليمان بن مكي الجمري ولد في سنة 1317هـ في قرية بني جمرة، هاجر إلى العراق مع عائلته سنة 1327هـ وعاش في مدينة البصرة في منطقة السيبة وتوفي سنة1980م ـ1401هـ، تعلم القرآن عند الشيخ عبد الله العرب، إذ كانت لا توجد في ذلك الوقت مؤسسات تعليمية أو مدارس، ومن ثم تابع مراحل التعليم الحوزوي على يد الشيخ محسن العرب.

كان والدي مطّلعاً على جميع المطبوعات التي كانت تُنشر في الدول العربية والتي كانت تحمل أفكاراً عدة كالفكر النجفي والبيروتي، وكانت لديه اطلاعات علمية إذ كان مطلعاً على الثقافات الأخرى، وإلى الآن احتفظ بالمجلات العلمية التي كان يقرأها. لم يكن الوالد رجل منبر تقليدي فقد كان يتكلم الفارسية، وتعلّم اللغة الانكليزية على الرغم من كبر سنه، لم يُخلق لزمانه فقد سبق عصره بقرون، كان الوالد لديه مزرعة يعزل فيها نفسه ليتمكن من نظم الشعر؛ لِما تغدقه الطبيعة على مخيلته من أفكارٍ لتقدح بشعرٍ مناسب يناسب مقام أهل البيت عليهم السلام. 

أمّا رصيده من الذرية فكان لديه ثمانية أولاد وأربع بنات من أربع زوجات معظمهم خطباء منبر وشعراء، وكانت والدتي هي الزوجة الرابعة بينهن. كان دائما ما يلاحظ مَنْ مِن أولاده لديه القابلية أو الموهبة للخطابة، فكان يهتم اهتماماً بالغاً بتنمية هذه الموهبة وكان يعطينا دروساً في اللغة العربية بشكل إلزامي، فكان شديد الملاحظة في التنقيب عن المواهب الدفينة في كلّ ولد من أولاده، ويعمل على تبنيها ورعايتها، كما كان المعلم الذي كُنا نشتاق إلى درسه في مادة اللغة.

* من الملاحظ على شعر الوالد أن بعضاً منه امتزاج بين الطور العراقي والبحراني ما هو قولكم في ذلك؟
- حقيقة، أنا لست مرتاحاً من الديوان الذي طُبع للوالد، والمتداول في الأسواق الآن؛ لأنهم مزجوا الشعر المتميز بغيره، ولم يعملوا على تنقيح الشعر بمراحله وهذا خطأ؛ لأنه لا يمكن أن نحكم على الشاعر عن طريق مزج شعره بجميع مراحله الشعرية من دون تنقيحها.

* هل لديكم النية في إعادة طبع الديوان بعد تنقيحه وإظهاره بشكل جيد؟ 
- طبعا لدي النية في المُضي قدماً بشأن إعادة طبع الديوان؛ ليتسنى للجيل القديم الاستمتاع بشعرهِ وليتعرف الجيل الجديد على ما أنجبت البحرين من أناس يُشار إليهم بالبنان، وأنّ عدم التنقيح في الديوان الشعري يجعل الباحث مرتبكاً في البحث عن مواطن القوة في شعره؛ إذ لا يوجد شاعر يخلو شعره من الضعف، وأنّ الديوان لم يحتوِ على القريض من الشعر الذي كان يكتبه الوالد، وأود أن أشير إلى شيء مهم وهو إن شعر التخصص هو ما يجعل الشاعر موجوداً وبقوة حتى بعد موته، أمّا شعر المناسبات الذي يُستهلك فيها فهو يُضيّع ديوان الشاعر، أضرب لذلك مثالاً الشاعر الملا زاير شاعر عملاق وهو صاحب قصيدة (جينا ننشد كربلا) لكنه غير موجود؛ لأن شعره استهلك في المناسبات بينما نجد الشاعر الشيخ عبد الأمير الفتلاوي موجوداً لأن شعره شعر تخصص.

* سماحة الشيخ سنكتفي بهذا القدر الرائع على أمل ان نلتقي لاحقاً بلقاء أوسع إن شاء الله تعالى ، فشكراً جزيلاً لكم على إنضمامكم إلينا .- خالص شكري و تقديري لكم ياخدام الحسين عليه السلام سائلاً الله ان يوفقنا و يوفقكم لخدمة أهل البيت عليهم السلام و عظم الله لكم الأجر .

لـمجلة الرواديد و الشعراء آمال كاظم الفتلاوي 
مديرة تحرير مجلة رياض الزهراء النسوية
العراق - كربلاء المقسة / العتبة العباسية المقدسة

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مجلة الرواديد و الشعراء