لقاء الشيخ عبد المحسن ملا عطية الجمري | مجلة الرواديد و الشعراء

هل هنالك فرق بين الجمهور العراقي و الجمهور البحريني ؟ 
وبماذا تتميز المرأة العراقية ؟ 
وكيف يعرف الخطيب بأن معلوماته تصل للجمهور ؟ 

كل هذا و أكثر في لقائنا الممتع مع أحد أعمدة المنبر الحسيني 
في البحرين و العالم الشيعي و هو :
الشيخ عبد المحسن ملا عطية الجمري

س1 / الشيخ عبد المحسن الملا عطية انت قارئ بحريني تقرأ في البحرين وفي عدة دول وقد قرأت في العراق فهل هناك فرق بين المتلقي العراقي والمتلقي البحريني؟
* هناك فرق في النوعية فالمتلقي العراقي أكثر تعددية، والمتلقي البحريني حسب ما شاهدت أستطيع أن أفرض عليه شيئاً معيناً، أمّا المتلقي العراقي فيحتاج إلى أن تقترب منه بطريقة الطرح بالاختيارات.

س2 / ولكنني سألت بعض النساء من اللواتي حضرن محاضراتكم فأبدين إعجابهن بمحتوى المحاضرة وطريقة الإلقاء، فما رأيكم؟
* تتميز المرأة العراقية بذوقٍ عالٍ وتكون خير حكمٍ من المستمع الرجل، وهذا لا ينفي دور الرجل في المحاضرة، وأنا كخطيب قديم بالنظرة البعيدة أو القريبة أعرف مدى تأثير المحاضرة على الجالسين، وليس معنى هذا أن نغبن حق الرجال العراقيين فهم أيضا معجبون بمحاضراتي وخصوصاً الشباب، والشيء الذي أثر بي جداً هو أن المستمع بالفعل يتلقى الأشياء التي لا يريدها، مثلاً الذي يأتي ليسمع النعي يتلقى المحاضرة ويستمع لها ويستفيد ويتجاوب، فالمنبر في العراق يشكل خطراً إذا لم يتقنه الخطيب، لأن المواطن العراقي يتأثر بقوة الكلام الخارج عن الخطيب، فعلينا أن نستغل هذه القابلية على السمع إيجابياً.

الرجل يتعامل بسقف محدد، ولكن المرأة العراقية طموحة تراها تتفاعل معك في المحاضرة، تتفاعل مع النقلات، تتفاعل مع التعليق، فتكون شغوفة لتلقي ثقافات الدول الأخرى، وهي حريصة كل الحرص على الحضور، ومن خلال ملاحظاتي التفاعل النسائي أكثر في المحاضرة. 

س3/ هل حاولتم إنشاء مدرسة لتخريج خطباء منبر متمكّنين؟
* نعم، نمتلك مدرسة لهذا الغرض، ودوري فيها دور تنظيري، عن طريق الانتقاء، ولدينا شروط معينة لقبول الطلاب، وهذا يتم أمامي أطلب من الطالب قراءة قصيدة واستمع له في النعي، ثم حسب إمكانياته يتم الاختيار فإذا كانت تنقصه التوجيهات فقط يقبل، وإن كانت تنقصه الأساسيات فلا يكون مؤهلاً. والمنبر يحتاج إلى شخص لديه الذوق الفكري والذوق الأدبي وإلى إمكانيات الصوت والقابلية على الخطابة، فهذا الدور خطير ولا يمكن أن يُعطَى لأي كان، والذي يريد أن يصعد المنبر الحسيني يجب أن يكون هاوياً ثم محترفاً، فإذا كان محترفاً غير هاوٍ تكون العقبة في مسيرته.

س4 / بمن تأثرت من الخطباء؟
* تبلورت شخصيتي من عدة شخصيات كان لها تأثير في تكوين الملا محسن، وهذه الشخصيات هي (الوالد بالدرجة الأولى/ أخي الملا يوسف/ أخي محمد صالح/ أستاذي في الخطابة ممن ارتقى المنبر عدنان البكّاء/ الشيخ أحمد الوائلي أستاذ الجميع/ الشيخ هادي الكربلائي/ السيد جابر أغائي)، وهناك خطباء مغمورون لهم أثر كبير في شخصيتي، إذن والخليط يفرز بعد ذلك الشخصية، وكان هناك خطيب من أهالي البصرة اسمه السيد عبد العزيز الشرع كان له تأثير كبير إذ كنت صغير السن وكان يقرأ المصيبة ويبكي أكثر من المستمعين، وقد أعجب الجماهير حينما ارتقى المنبر في البحرين في قرية بني جمرة، وكان والدي يستمع إليه ومعجباً به.

س5 / ما مدى تََحَكُّمِكَ في الجمهور وأنت ترتقي المنبر الحسيني؟
* عند ارتقائي للمنبر الحسيني أعرف إن كنت متحكماً أم لا؛ وذلك يعود لمزاجي ونفسيتي ويترتب عليّ إدارة المحاضرة والتحكم في الخِطاب وتوظيفه للسيطرة على عواطف المستمعين، وأهم ما يضفي على المجالس البهاء الروحاني الذي يخلدها.

س6 / بماذا تتميز المرأة العراقية عن المرأة البحرينية؟
* لديها نفس المواصفات، ولكن المرأة البحرينية متعددة الأصناف بينما المرأة العراقية أقل تصنيفاً، إذ إنها تبقى خاضعة للبيئة مهما كبرت جغرافياً، ولكن المرأة البحرينية من الصعب تقييمها؛ لأنها تختلف من منطقة إلى أخرى، ومع أن الرقعة الجغرافية صغيرة إلا أن لكل شارع أعرافاً وتقاليد تختلف عن الشارع الآخر.

س7/ ما سبب هذا الاختلاف؟

* سببه نظام القرية في البحرين، لأن كل قرية معزولة عن القرى المجاورة، وحتى التزويج فقد كان يمنع زواج أبناء قرية إلى قرية أخرى في سالف السنين، طبعاً الآن الوضع اختلف إلاّ أنها تركت أثرها على اختلاف العادات والتقاليد. 

س8 / كلمة للخطيبات؟

بالنسبة للمأتم النسائي تقييمي له من حيث القدرة على إدارة موسم معين، فقد استطاعت المآتم إيصال ما يمكن تداوله وما هي الدروس المستفادة، وهناك محاولات لتطوير المأتم النسائي وهذه المحاولات قد تكون خطيرة وفاشلة حينما تكون عملية انقلاب وهذه مجازفة، التجديد مطلوب في القضية الحسينية ولكن على الخطيبات أن يكن على قدر من المسؤولية حينما يردن التغير، فعليهن أن يغيرن بشكل تدرجي حتى لا يقعن في هاوية الانقلاب، فهذا شيء خطير جداً، عليهن أن لا يحرمن الجيل السابق من أن يقيم طقوسه بالشكل الذي يريده مع محاولة التجديد تدريجياً.

لـمجلة الرواديد و الشعراء آمال كاظم الفتلاوي 
مديرة تحرير مجلة رياض الزهراء النسوية
العراق - كربلاء المقسة / العتبة العباسية المقدسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قناة المجلة : 
https://www.youtube.com/user/roadedshuaraa

* صفحة المجلة :
https://www.facebook.com/radod.shoaraa

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مجلة الرواديد و الشعراء