لقاء الشاعر سيد سعد الذبحاوي




لقاء الشاعر سيد سعد الذبحاوي  ،
جلس الشاعر السيد سعد الذبحاوي على كرسي الاعتراف في مجلة الرواديد و الشعراءليبوح لنا بأجوبته ما يضمره في قلبه و يطلُع جمهوره الكريم على بعض الحقائق من خلال أسألتنا التي سنطرحها عليه مشكورا ً 
1س/ صف لنا الشاعر سيد سعد الذبحاوي ؟
الشاعر سيد سعد الذبحاوي ، لا يستطيع التحدث عن نفسه و يصفها ، لان النفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربي ، و لكن سأطلعك على بعض الشيء من حياته التي تكاد لا تختلف عن الاخرين من الشعراء ..شاعر حسني كما يقال ، قرض الشعر بقيّه الشعبي و العمودي الفصيح منذ عامر 1982 م ، مواليد النجف الاشرف مدينة المشخاب ولد و ترعرع في كنفها الحسيني عام 1957م ، كتب الشعر المنصة الالقائي ، و القصيدة الحسينية المطبوعة مرتين (عشرون ديونا ً من لوعة الزهراء ع ) و (ثلاثة دواويين من شعر المواليد بأسم (ليالي الانتظار) و (2 ديوان من الولاية الحيدرية في الموال و الابوذية) و ( 3 دواويين من الشعر الشعبي الالقائي) و اعمال أخرى ماثلة للطبع و منها مخطوطات .تعامل مع اغلب شعراء المنبر الحسيني و عمل مع كبيرهم و صغيرهم ، يحب عمله و خدمته و يسأل الله ان يكمل مشواره الادبي و الحسيني إلى ان يتوافاه الله - هذا ما استطيع البوح به لكم لعلمي انكم على اطلاع به ، و بقية الخلال اي الصفات لا اتكلم عنها خشية الوقوع في الهوى و لكم ما تقولون و هذا ليس مهم عندي و رضى الله أكبر .
2س/ ما هو مدى رضاك عن السيد سعد الذبحاوي ؟
مدى رضاي عن سيد سعد يعني رضاي عن نفسي ، و رضاي عن نفسي يعني كمال نفسي و عدم خطئها و هذا شين اذا كان كذلك ، و كما قال امير البلغاء علي ع : من رضيَ عن نفسه كَثُر الساخطون عليه .فكيف ترضى عن نفسي وهي الامارة بالسوء 
3س/ رتب الكلمات التالية حسب الاهمية * كتابة الشعر *العائلة*المال * الاصدقاء
 ربما لا أحد يوافقني الرأي ، اذا قلت ان جل وقتي لكتابة الشعر و الخدمة الحسينية و خدمة الناس ، فالشعر بالنسبة لي عذاء روحي ، يرافقني اينما حللت او نزلت .و العائلة بحمد الله تقدر عملي الغير منقطع و سفري المتوالي ، فهم يشاركوني الاجر و هم يعلمون ان كل ما لدي من الحسين و الى الحسين .اما الاصدقاء فهم كالنجوم لا نراهم دائما ً ولكن نحتاجهم في كل وقت كما يقال .
4س/ أكثر المواقف محزنة في حياة السيد سعد الذبحاوي ؟
 حياتنا تكاد تكون جلها محزنة - خصوصا ً الشعراء ، لأن الشاعر يشعر بالاحداث قبل غيره و بعض الاحيان يسبق الحدث ، فشعوره مرهف و رقيق و يشعر بالخزن لأقل شيء و ربما يفرح الآخرين و هو حزين ، فأحداث العراق المأساوية هي أكثر المواقف تحزنني لانها تعيش معي .
5س/ في مقابلة سابقة كان لكم انتقاد للألحان السريعة حدثنا عن ذلك أكثر ؟ 
نعم كان ذلك في برنامج خارج المألوف الانوار الاولى ، هذه الالحان لها مريدها و معارضها و هي تحصيل حاصل أي فرضت نفسها على الاذواق - و ليس كل المنشدين يقرأوها ويحببوها - أتبعها و روج لها الشباب الحسيني لخفتها و سلاسة الفاظ كلماتها و غالبا ً ما تستخدم في المسيرات و كما في ختام المجالس - و الحديث عن هذا الامر يأخذ وقت طويل لأن اختلف البعض بوصفه - اما نقدي له لم يكن عنيفا ً وربما كان تصحيحا ً لأدواته و طريقته ، و الاّكيف أكون انا من أوائل الذي كتبو فيه و الشاهد قصيدة (قتيل العبرة ، عزيز الزهره حين يا مولا يا مولا يا مولا )
6س/ ما هو الشيء الذي لن تفعله مرة أخرى ؟ 
كل أخطائنا التي نفعلها بجهالة بعد الوقوع فيها نحس بالندم و نطلب التوبة من الله و العفو من الناس ، و نتمنى ان لا نقع بالخطأ مرة أخرى (و خير الخطاءون التوابون)
7س/ ما هو أكثر شيء يحرج سيد سعد ؟ 
الاحراجات كثيرة و نسبها متفاوته حسب زمانها و مكانها ، فأنا لا استطيع رد احد اذا كنت متمكن ماديا ً و معنويا ً ، اكون محرجا ً جدا ً عندما يسألني محتاج و لم أتمكن من تلبية طلبه ، و الاحراج الاخر عندما يُطلب مني القاء قصيدة او مباراة شاعر و لم اكن مستعدا ً لذلك و لأني قليل الحفظ لكثرة كتاباتي . 
8س/ كان الشعراء قديماً يلتقون بالعامة احياناً لغرض استماع همومهم و ادراجها في قصيدة الكعدة و كانت تلاقي نجاح كبير عند الجمهور ، ما هو سبب عزوف الحسينيات و الرواديد و الشعراء عن قصيدة الگعدة ؟
انصح قراءة مقدمة ديواني العشرون من لوعة الزهراء ع الذي خصصته لقصائد الكعدة للإطلاع على الاموضوع عن كثب .اما لقاء لقاء الشاعر بعامة الناس هذا سابقا ، الوضع اختلف تماما الان ، يستطيع الشاعر ان يقرء هموم الناس عن قرب من خلال الاحداث الجارية التي يراها مباشرة من خلال التلفاز و الانترنيت و الفيس بوك و غيرها من طرق التواصل الاجتماعي .اما نجاح قصيدة الگعدة الان يكاد يكون متأرجح لعدم وجود مبدعيها أداءاً و قلة متلقيها فالشاعر هنا لا يتحمل مسؤلية العزوف عنها لأنه يكتب ما يطلبه المنشد و الرادود و كذلك أبرر ساحة الرادود الذي لا يملك القدرة على فرض رئيه على صاحب الحسينية او المجلس ، ربما لضيق الوقت فلا بد لنا ان نستذكر الماضي لأحياء تراثنا الجم بقصائد الكعدة خصوصا ً الاجتماعية و نحن نمر باوضاع غير عادية تحتاج منا بث الوعي بين المجتمع
9س/ قلب الشاعر و خادم الحسين ع مرهف لكن متى يقسو قلبك ؟ و على من ؟ 
ان الدمعة التي تذرف على الحسين ع تُلين القلب، فدموعنا على الحسين ع مستمرة ، فكيف لقلوبنا ان تقسوا على احدتعلمنا من الحسين ع كيف بكى على اعدائه و يعلم انهم بعد لحظات سوف يقتلوه هو ومن معه ، كان يبكي عليهم و يقول (ان هؤلاء القوم سيدخلون النار بسببي )صحيح اننا نتذمر احيانا ً لكن لا نحقد و لا نقسو لان قلوبنا و بحمد الله مطمئنة بذكر الله و ذكر الحسين ع و اقول: لن يمت قلبٌ به ذكر الحسين ع ، نحن لسنا من الذين يذبحون على الهوية
10س/ ما هي أفضل عاداتك و ما هي أسوؤها ؟ 
احب الصراحة و لو كانت قاسية ، و أمقت الكذب ، ثقتي بمن حولي ولعي الشديد بالمجالس الحسينية و زيارة الحسين ع .اما اسوء العادات هو ابتلائي بالتدخين ، يحتكر مزاجي بسرعة عندما اكون في اوج عملي الشعري و الادبي ،و لا أستمع لمن حولي عندما استغرق في كتابة الشعر احيانا اغضب منه .
11س/ شخص جرحك و لم تتوقع منه ذلك ؟
الجروح كثيرة و منها من يندمل بسرعة و هو جرح الغرباء ، و منها من يحتاج الى فترة و هو جرح القرباء ، حدث ذلك لي و كان الجرح قاسياً و اشكر الله على نعمة النسيان و الصفح عن الاخرين رعم قساوتهم ، فسامح لعلك توقض الاخرين من سباتهم .12س/ هل هنالك عمر افتراضي للشاعر و الرادود ؟
 العامل و الموظف اذا هرم يحال على التقاعد ، اما الرادود و الشاعر كلما هرم و كبر يُجل أكثر و يقتدي به و لا يستطيع أحد ان يُحيله على التقاعد لانه خادم الحسين ع ، العمر الافتراضي حسب رأيي القاصر هو عندما يرى ان وقوفه عن نقطة لا يستطيع اجتيازها ، فإذا كان رادود عليه تسليم الامانة لغيره خصوصا ً اذا كان ملتزم بحسينية لكي تبقى المسيرة مستمرة .
13س/ هل تشاجرت مع رادود ؟ و ما السبب ؟
 لم يحصل ذلك بمعنى المشاجرة التي تؤدي إلى قطع التواصل ، بل يوجد غضب أحيانا ً او عتب على عدم القراءة الجيدة و طريقة اللحن و الاداء ، او لمخالفته لما متفق عليه في اسلوب القراءة و كل هذا يُعد و يصب في مصلحته خصوصا ً الرواديد الناشئين .
14س/ ابرز امنيات الشاعر السيد سعد الذبحاوي ؟ 
و ما نيلُ المطالبِ بالتمني ، ولكن تأخذ الدنيا غلابا على الانسان ان يجاهد و يعاضد و يعمل من أجل تحقيق امانيه ليس عليه ان يتمنى فقط ، وانا اتمنى امنية واحدة تترتب عليها بقية الامنيات و هي ادراك الفرج و يعم الامان في عراق علي و الحسين ع و سائر بلاد المسلمين .
15س/ كم تعطي الرادود علي باشا عندما يؤدي قصيدتك من 100
 فنيا ً .. يستطيع اصحاب الذوق و الحس و ارباب الفن المتمرسين في هذا المجال ان يقيمو ذلك فأنا متلقي رغم انها قصيدتي و اذا اردت نقده أنقده على اني متلقي ، ليس للرادود دائما مستوى واحد احيانا يبدع و احيانا عكس ذلك ، الزمان و المكان يلعب دور اساسي في الاخفاق و النجاح ، رغم كل هذا انه مبدع بأسلوبه و طريقته و ربما اخلاصه و تفانيه رغم صحته الغير مستقرة جعله يتصدر قائمة المبدعين ..
16س/ من تنافس و من يُنافسك ؟ 
هنالك هاجس عند الجميع هو هاجس الرقي و الابداع و من حق الشاعر ان يتطلع الى السمو بقصيدته ليرى قيمة الجهد الذي بذله و لا ضير اذا كان التنافس شريفا ً بعيدا ً عن الانانية و لا اذكر يوما ً نافست احد ، فتراني لا اشترك في مهرجانات المنافسة قطعا ولا المناسبات يكفيني خادما للحسين و قلدني افضل الاوسمه .اما من ينافسني ! فأنا لست بالشاعر الفطحل ، فكل ما قدمته كان على قدري المتواضع ، و لا علم لي بمن ينافسني و لكن اعلم بمن يغبطني من خلال كلام المتلقي عندما يقول هنيئا ً لك ، فكل بيتٍ ببيتا ً في الجنة 
17س/ هل الشاعر سيد سعد الذبحاوي انطوائي او اجتماعي ؟ 
الشاعر ان لم يكن اجتماعيا ً كيف له ان يعالج قضايا مجتمعه ؟ فهو لسانهم الناطق و ممثلهم في اغلب الاحيان ، هو مترجم لمشاعرهم و احاسيسهم ، فالتعالي و الانطواء صفات يجب ان لا يتحلى الشاعر بها .انا فقط انشغالي بغرض الشعر يجعلني ابتعد قليلا ً عن مجتمعي و جمهوري و هو يعي ذلك و يقدر الظروف فحبي للناس جعل في قلوبهم لي مكانه بفضل الحسين ع و خدمته .
18س/ هل حصل موقف مع خادم الحسين ع و شعرت بأنك أذنبت كثيرا ً ؟
ان حصل فأنا أعتذر .. بالرغم من انه يصب في الخدمة الحسينية و للمصلحة العامة و هو غير مقصود ، لانه خدام الحسين ع اجل و اكرم من ان يهان لا سامح الله خير الخطاؤون التوابون - عذري لمن اخطأت بحقه سهوا ً او عمدا ً 
19س/ من ترغب ان يجلس على كرسي الإعتراف من بعدك ؟
 الاعتراف بالخطأ فضيلة كما جاء في الحديث الشريف ، و كذلك نوع من الشجاعة ..فمن أراد الفضيلة و الجلوس على كرسي الاعتراف فليبادر هو بنفسه و يعترف بخطئه قبل فوات الاوان ، و بأعتقادي كل شعرائنا الحسينيون لديهم القدرة و الكفاءة الكافية و الجرئة و الشجاعة ، فلا افضل احدا ً على أحد .
20 س/ سؤالين كنت تتمنى ان تطرح عليك في كرسي الإعتراف ؟ 
1- لماذا يجري الرادود وراء شهرة الشاعر دون الاكتراث بما يقدمه من شعر من حيث الجودة و الاعتقاد برغم وجود شعراء اصحاب جدارة و لكن غير معروفين على الساحة ؟ 
2- اعكس السؤال و اقول : لماذا يلهث بعض الشعراء وراء رواديد مشهورين و لا يعطون شعرهم الى رواديد اقل خبرة ؟
21س/ ما هو رأيك بمجلة الرواديد و الشعراء ؟
اعتقد انها فتية ، ليس ليس لي اطلاع كامل بها سوى اني التقيتها على الفيس بوك و شكرت العاملين عليها ،فطلبو مني اجراء هذا الحوار ، و ما دامت تصب في مجرى خدمة اهل البيت و الشعراء و الرواديد فأنها حتما ً موفقة و فكرة جيدة تجعلنا بأتصال مع خدمة الحسين و التعرف عليهم .(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون) و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين و شكرا ً لكم جميعا ً
-----------
مجلةالرواديد و الشعراء


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مجلة الرواديد و الشعراء